شهدت قاعدة الجيش في الطينة بولاية شمال دارفور الأسبوع الماضي سلسلة من الهجمات التي نفذتها طائرات مسيرة، مما أدى إلى تفاقم أزمة النزوح واللجوء في المنطقة. هذه الهجمات دفعت العديد من السكان إلى الفرار نحو مخيمات اللاجئين شرق تشاد، بالإضافة إلى بعض القرى المجاورة لمدينة الطينة، مما يعكس الوضع الأمني المتدهور في المنطقة.
يعاني سكان الطينة، التي تقع على بعد 400 كيلومتر شمال غرب الفاشر، من حالة من القلق والخوف من احتمال اندلاع معارك جديدة بين الجيش وقوات الحركات المسلحة المدعومة، بالإضافة إلى قوات الدعم السريع المتمركزة في غرب دارفور. هذا التوتر المستمر يزيد من معاناة النازحين، الذين يعيشون في ظروف صعبة ويواجهون تحديات كبيرة في تأمين احتياجاتهم الأساسية.
في حديثه مع “دارفور24″، أشار أبوبكر عبدالله، تاجر من مدينة الطينة، إلى أن العديد من التجار اضطروا لنقل بضائعهم إلى أماكن أكثر أمانًا بسبب تصاعد أعمال العنف. كما أكد أن النزوح المتزايد للسكان نحو القرى والمناطق الآمنة، بالإضافة إلى لجوء البعض إلى مخيمات أردمي وتولوم شرق تشاد، يعكس حالة من الفزع والقلق التي تسود بين السكان المحليين والنازحين، الذين يسعون جاهدين للبحث عن الأمان في ظل الظروف الراهنة.
وأكد مزمل سعيد، لاجئ من مدينة نيالا عاصمة جنوب دارفور، أنه انتقل مؤخرًا إلى مخيم تولوم مع عائلته بعد أن اضطر للهروب من نيالا إلى الفاشر والاستقرار في مركز إيواء الهجرة في مدينة الطينة.
وأوضح سعيد لـ “دارفور24” أنه اضطر لنقل والدته المريضة وستة آخرين من عائلته إلى المخيم بعد الهجمات الأخيرة بالطائرات المسيرة، كما يبحث عن مكان آمن وسط الأنباء حول حشد قوات الدعم السريع لقواتها على الحدود بين شمال وغرب دارفور قرب الطينة.
كشف أحد المتطوعين في مدينة الطينة لـ “دارفور24” عن هروب أكثر من 100 أسرة هذا الأسبوع إلى داخل تشاد، في ظروف إنسانية مأساوية لجميع الفارين.
وأشار إلى أن عدد النازحين في مدينة الطينة يتجاوز 200 أسرة، يقيمون في مراكز إيواء مؤقتة، منها مركز إيواء الهجرة ومدرسة الطينة الثانوية، وتقوم غرفة الطوارئ بتوفير الوجبات الغذائية لهم بتمويل من غرف الطوارئ والمعسكرات في الفاشر وبعض المحسنين.
وذكرت منظمة الهجرة الدولية أن 91 أسرة قد هربت يوم 4 فبراير من بلدة الطينة إلى تشاد، عقب غارات جوية بطائرات مسيرة.
من جهته، قلل مصدر عسكري بالجيش السوداني في مدينة الطينة الحدودية مع تشاد من أهمية هجمات الطائرات المسيرة على المدينة الأسبوع الماضي.
وأوضح أن الهجمات الأخيرة نفذت باستخدام أربع طائرات مسيرة، تم إسقاط ثلاثة منها، بينما انفجرت واحدة، مما أدى إلى مقتل خمسة عسكريين وجرح خمسة آخرين.
وكشف عن الجهود التي تُبذل من قبل الجهات الأمنية لوقف الهجمات وتأمين المدينة ضد الطائرات المسيرة، ولتجهيز القوات لمواجهة أي هجوم محتمل من قوات الدعم السريع المتمركزة جنوب المدينة قرب ولاية غرب دارفور.