السودان الان السودان عاجل

جريدة بريطانية : ما الغرض من “الميثاق التأسيسي لتحالف السودان” الموقع في نيروبي؟

مشاورات لتكوين حكومة في المناطق التي تسيطر عليها “قوات الدعم السريع” والتوصل إلى اتفاق حول تفاصيل مستويات الحكم.

ملخص
أكد رئيس حركة العدل والمساواة (المنفصلة عن جبريل إبراهيم) والقيادي في تحالف السودان التأسيسي “تأسيس”، أن “المطلب الرئيسي لمعظم السودانيين اليوم هو إنهاء الحرب من خلال معالجة أسبابها الجذرية، لأن استمرارها سيؤدي إلى تمزيق البلاد والانزلاق نحو مرحلة غياب الدولة”.

في يوم الأحد، وقع 24 كياناً وحزباً سياسياً في العاصمة الكينية نيروبي على الميثاق التأسيسي لتحالف السودان الجديد (تأسيس)، بالإضافة إلى الدستور المؤقت للحكومة الموازية التي من المقرر تشكيلها قريباً داخل مناطق سيطرة قوات “الدعم السريع” تحت مسمى حكومة “السلام والوحدة”، لتكون موازية لسلطة بورتسودان التي يرأسها قائد الجيش السوداني عبدالفتاح البرهان.

ينص الميثاق على إنشاء دولة علمانية ديمقراطية غير مركزية في السودان تعتمد على الحرية والمساواة والعدالة، دون انحياز لأية هوية ثقافية أو عرقية أو دينية أو جغرافية. كما يعترف بالتنوع ويعبر عن كافة مكوناته بشكل متساوٍ، ويمنع تأسيس أي حزب أو تنظيم سياسي يقوم على أسس دينية أو دعاية سياسية تستند إلى الدين أو العرق. بالإضافة إلى ذلك، يجب أن يخضع الجيش الجديد منذ تأسيسه للرقابة والسيطرة المدنية.

أشار الميثاق إلى “هوية سودانية” تستند إلى حقائق التنوع التاريخي والمعاصر، وكذلك إلى دولة تقوم على الحرية والعدل والمساواة. كما تضمن تشكيل حكومة انتقالية للسلام بهدف حماية المدنيين وتقديم المساعدات الإنسانية واستعادة المسار الديمقراطي، بالإضافة إلى تجريم جميع أشكال التطرف والانقلابات العسكرية واستغلال الدين لأهداف سياسية.

تحدث الميثاق عن ضرورة تشكيل حكومة تضع حداً للحرب وتحقق سلاماً دائماً، بالإضافة إلى الالتزام بالعدالة والمساءلة التاريخية وإنهاء الإفلات من العقاب.

شهد حفل التوقيع حضور نائب قائد قوات “الدعم السريع” عبدالرحيم دقلو، و”حركة العدل والمساواة – جناح سليمان صندل”، و”تجمع قوى تحرير السودان” بقيادة الطاهر حجر، بالإضافة إلى قيادات “الجبهة الثورية”. كما حضر الحفل رئيس “حزب الأمة القومي” فضل الله برمة ناصر، ورئيس القطاع السياسي في “الحزب الاتحادي الأصل” إبراهيم الميرغني، ورئيس “الحركة الشعبية – شمال” عبدالعزيز الحلو، ورئيس حزب الأسود الحرة بشرق السودان مبروك مبارك سليم، ورئيس مؤتمر البجا المعارض أسامة سعيد. بالإضافة إلى ذلك، كان هناك حضور فئات متنوعة تضم مثقفين وإدارات أهلية ودينية وطرق صوفية.

دولة جديدة

قال المتحدث باسم اللجنة التحضيرية لمؤتمر التحالف التأسيسي، مبروك مبارك سليم، إن “شعب السودان بأسره يشهد على اكتمال الميثاق الدستوري، بهدف إنقاذ البلاد من الويلات التي نتجت عن الحرب التي شنتها النظام السابق، والتي أفرزت واقعاً مؤلماً اتسم بالعنف والانتهاكات والتشريد، فضلاً عن القصف الجوي وتدمير البنية التحتية وبيوت المواطنين، بالإضافة إلى نشر الفتن القبلية وتزايد خطاب الكراهية، وكذلك إحباط المبادرات الإقليمية والدولية التي تم اقتراحها لوقف القتال والتصدي لاحتمالية انفجار حرب أهلية شاملة”.
وأضاف سليم “نتيجة لهذه الظروف المأساوية في البلاد، اجتمع المشاركون في المؤتمر للتعبير عن قلقهم تجاه السودان والاتفاق على ميثاق سياسي ومشروع دستور مؤقت، يهدف إلى إنشاء حكومة يتم التوافق عليها من قبل الشركاء وبناء دولة جديدة تختلف عن الدولة السابقة”.

وقال المتحدث باسم اللجنة التحضيرية: “سوف نتبنى مساراً جديداً لتجاوز الماضي، ونسعى لإنهاء الحروب في السودان وضمان حقوق جميع السودانيين”.

تشكيل الحكومة

إلى ذلك، يشرع شركاء تحالف السودان في “تأسيس” مشاورات تشكيل حكومة “السلام والوحدة”، بالإضافة إلى تنظيم الاتفاق حول تفاصيل مستويات الحكم، والتي تشمل مجلس السيادة والوزراء والبرلمان.

قال رئيس الجبهة الثورية الهادي إدريس إن “الحكومة ستُعلن خلال الأيام القادمة من داخل السودان”.

في الوقت الذي شدد فيه رئيس اللجنة الفنية للمؤتمر، إبراهيم الميرغني، على إصرارهم على أن يكون الميثاق الذي تم توقيعه وسيلة لتأسيس حكومة توافقية بين الشركاء، ليتم الإعلان عنها من داخل البلاد.

إيقاف الحرب

في السياق ذاته، أكد رئيس حركة العدل والمساواة (التي انفصلت عن جبريل إبراهيم) والقيادي في تحالف السودان التأسيسي “تأسيس”، أن “المطلب الأساسي اليوم لمعظم السودانيين هو إنهاء الحرب من خلال معالجة أسبابها الجذرية، لأن استمرارها سيؤدي إلى تمزق البلاد والانزلاق نحو مرحلة غياب الدولة”.

وأكد أن “الحكومة الانتقالية للسلام ستعمل على حماية وتوفير الحقوق الدستورية لجميع المواطنين دون أي تمييز، من خلال جهود مستمرة لتمكينهم من التمتع بالحقوق الأساسية في الصحة والتعليم والأمن والوصول إلى القضاء، بالإضافة إلى الحصول على الوثائق الرسمية”.

أوضح صندل أن “أبرز مهام الحكومة الجديدة هي استعادة التحول المدني الديمقراطي واستعادة ثقة السودانيين في ثورتهم، وكذلك إعادة السلطة إلى الشعب ليختار من يمثله، بالإضافة إلى إنهاء ظاهرة تعدد الجيوش والعمل على تأسيس جيش وطني موحد ومهني يُمثل جميع السودانيين ويقوم بحماية البلاد وسيادتها”.

أعلن أحد قياديي تحالف السودان التأسيسي عن “تأكيدهم التام على الميثاق وإصرارهم القوي على العمل بجد وصدق لتحقيق مبادئه وأهدافه، حيث يعتبر هذا عهدا ملزما يجسد إرادة الشعب السوداني في بناء سودان جديد يقوم على العلمانية، والوحدة الطوعية، والعدالة، والمساواة الديمقراطية، وسيادة القانون”.

عن مصدر الخبر

جريدة اندبندنت البريطانية