في ظل الظروف الصعبة التي تعيشها مدينة نيالا بجنوب دارفور، اتجه السكان إلى استخدام الطاقة الشمسية كبديل رئيسي لتعويض نقص الكهرباء الذي استمر لمدة عامين نتيجة النزاع المستمر في السودان. الحرب التي اندلعت في منتصف أبريل 2023 أدت إلى تدمير العديد من الخدمات الأساسية، بما في ذلك انقطاع التيار الكهربائي الذي أثر بشكل كبير على الحياة اليومية للسكان.
وأوضح محمد الحافظ، مدير الشركة السودانية لتوزيع الكهرباء في نيالا، أن إعادة تأهيل محطة الكهرباء في المدينة تتطلب استثماراً يصل إلى 11 مليون دولار. هذا المبلغ يعكس التحديات الكبيرة التي تواجهها المدينة في استعادة خدماتها الأساسية، حيث أن الوضع الأمني والاقتصادي المتدهور يعوقان جهود إعادة الإعمار.
في هذا السياق، أشار عدد من المواطنين إلى أنهم بدأوا في البحث عن حلول بديلة لتوفير الكهرباء العامة، حيث قاموا بتركيب أنظمة الطاقة الشمسية في منازلهم، بالإضافة إلى المراكز الصحية وآبار المياه. هذه الخطوة تعكس قدرة السكان على التكيف مع الظروف الصعبة، وتبرز أهمية الطاقة الشمسية كحل مستدام في مواجهة الأزمات.
قال المواطن عبد العظيم آدم لـ “دارفور 24” إن منزله ظل مضاءً بعد تركيب نظام الطاقة الشمسية، مشيرًا إلى أنها مريحة ولا تتطلب قطع غيار أو تكاليف للصيانة. وأضاف أنه خلال عام كامل لم تنقطع الأضواء عن منزله إلا خلال الساعات المتأخرة من الليل.
شهدت سوق الطاقة الشمسية في نيالا نشاطًا كبيرًا، حيث تزايدت حركة التجار الذين يجلبونها من شمال السودان، بالإضافة إلى إقبال المواطنين على الشراء، كما أفاد التاجر أمجد محمد لموقع “دارفور24”.
قال إن سعر نظام المنزل يتكون من بطاريتين بسعة 100 أمبير وخلية شمسية واحدة بقوة 325 واط بالإضافة إلى جهاز محول هايبرد، ويبلغ إجمالي قيمته مليونين جنيه. وأضاف “هناك بعض أنظمة التشغيل بتكاليف أقل ومتاحة للمواطنين”.
يتطلب تشغيل الطاقة الشمسية استخدام بطاريات من ماركة GSP، وخلية شمسية من طراز جنكو، بالإضافة إلى محول “انفرتر”، وفقًا لما ذكره الرشيد إبراهيم، فني تركيب وتشغيل أنظمة الطاقة الشمسية.
قال إبراهيم لـ”دارفور24” إن هناك أنظمة تشغيل للمراكز الصحية تتكون من أربعة خلايا شمسية بقدرة 570 واط أو 325 واط، وبطاريتين بسعة 200 أمبير، ومحولة بقدرة 3000 واط من طراز هايبرد. بالإضافة إلى ذلك، يوجد نظام خاص لتخزين اللقاحات والأدوية في ثلاجات تعمل على التيار المستمر (DC).
أشار الرشيد إلى وجود أنظمة خاصة لتشغيل آبار المياه تحتاج فقط إلى ثمانية ألواح من الخلايا الشمسية وأربعة بطاريات بسعة 100 أمبير.
فضل الرشيد المنتجات الشمسية المستوردة من فيتنام والهند، معتبرًا إياها أصلية وتتمتع بعمر طويل.
بعد اندلاع الحرب، توقفت محطة كهرباء نيالا عن العمل نتيجة الدمار والنهب الذي طال المحولات والأسلاك النحاسية للخطوط الكهربائية الرئيسية.
وفقًا لمحمد الحافظ، مدير الشركة السودانية لتوزيع الكهرباء في نيالا، فقد صرح لـ “دارفور 24” أن تكلفة إعادة تأهيل محطة كهرباء نيالا تقدر بحوالي 11 مليون دولار.