أفادت مصادر متطابقة وشهود عيان يوم السبت بأن الجيش السوداني بدأ في إعادة تجميع قواته التي كانت قد انسحبت سابقًا من مناطق ولاية جنوب دارفور، حيث تمركزت هذه القوات بالقرب من الحدود مع دولة جنوب السودان. يأتي هذا التحرك في ظل الأوضاع المتوترة التي شهدتها المنطقة بعد سيطرة قوات الدعم السريع على أجزاء واسعة من جنوب دارفور.
وقد انسحب عناصر من الجيش وجهاز المخابرات العامة والشرطة من مواقع استراتيجية في برام، وقريضة، ومراية، وحفر النحاس، وسنقو، وكافيا قنجي، إلى مناطق داخل حدود جنوب السودان مثل بور وراجا وتمساحة. ووفقًا لمصادر موثوقة، فإن الجيش بدأ منذ شهرين في تجميع هذه القوات المنسحبة في مواقع داخل حدود دولة الجنوب، وتحديدًا في مناطق بور المحطة وبور المدنية القريبة من الحدود السودانية.
كما أشار الشهود إلى أن الأسبوع الماضي شهد تحليقًا مكثفًا لطائرات الجيش الحربي فوق مناطق برام ومنطقة الفرقة. وأفادوا بأن الطيران الحربي قام بعمليات استطلاع مكثفة على مدى خمسة أيام متتالية، حيث شملت هذه العمليات مناطق برام والفرقة والقرى والبلدات في جنوب دارفور التي تتاخم حدود جنوب السودان، مما يعكس تصاعد النشاط العسكري في المنطقة.
أكد مصدر عسكري لموقع “دارفور24” أن جزءًا من قوات الجيش السوداني التي انسحبت إلى مناطق بور وتمساحة وراجا قد تم تجميعها في المناطق الحدودية، بينما تم نقل الجزء الآخر إلى بورتسودان ومدينة كوستي في ولاية النيل الأبيض.
وأوضح المصدر أن القوات التي تم نقلها إلى بورتسودان وكوستي قد انضمت إلى متحرك الصياد، الذي كان يتواجد في منطقة ود عشانا، قبل أن يتحرك لاستعادة مناطق استراتيجية في شمال كردفان وفتح الحصار عن عاصمتها الأبيض.
في سياق متصل، أرسلت قوات الدعم السريع، التي تسيطر على جنوب دارفور منذ أكتوبر 2023، تعزيزات عسكرية في بداية يناير الماضي إلى مناطق سبولة الواقعة جنوب شرق سنقو، وأم حجارة في محلية الردوم، بهدف تأمين مناجم الذهب وتعزيز وجودها على الحدود.