بورتسودان 28-3-2025 (سونا)- أكدت الأستاذة هنادي حسين تاج السر، مدير برنامج الصحة الإنمائي بالسودان، ضرورة تضافر الجهود من أجل القضاء على مرض السل. جاء ذلك خلال احتفالية اليوم العالمي لمكافحة السل، الذي يصادف 24 مارس من كل عام، حيث يتم تجديد العهد والميثاق وتقديم الشكر والعرفان من أجل إنقاذ حياة مرضى السل في جميع أنحاء العالم، ولا سيما في السودان.
وأضافت هنادي خلال مخاطبتها الاحتفالية بمدينة بورتسودان أمس، أنها تشكر وتحيي كافة الجهود الرسمية المبذولة، والمتمثلة في وزارة الصحة، والبرنامج القومي لمكافحة الدرن، وجميع العاملين في القطاع الصحي الذين يعملون بتفانٍ وتجرد رغم كل الظروف التي تحيط بالبلاد.
كما ثمّنت دور المانحين، وعلى رأسهم برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP) والصندوق العالمي لمكافحة الإيدز والسل والملاريا (GF)، الذين يواصلون الدعم رغم التحديات الجسيمة.
وأشادت بمنظمة الصحة العالمية (WHO) على جهودها المستمرة وتقديم الدعم الفني والتقني، كما أثنت على الآلية التنسيقية القطرية للدعم العالمي (CCM).
وقدمت الشكر أيضا لمنظمات المجتمع المدني والمنظمات الوطنية القاعدية والتنظيمات الأهلية، التي ظلت تعمل بكل جهد وسط المجتمعات الريفية البعيدة والقرى النائية. وأشارت إلى أن منظمات المجتمع المدني تلعب دورًا محوريًا في مكافحة مرض السل، حيث تمثل جسرًا يربط بين المرضى والمجتمع والجهات الصحية، وتسهم بفعالية في تقديم الدعم والتوعية والخدمات العلاجية، إضافة إلى دورها في تحريك المجتمع وإشراكه وبناء الثقة من أجل تقليل الوصمة الاجتماعية السلبية والتمييز تجاه مرضى السل.
كما نوهت هنادي إلى الدور الكبير الذي يقوم به المتطوعون، الذين يعملون بتجرد كامل ودون مقابل من أجل نشر التوعية وتثقيف المجتمعات المحلية، حيث يزورون المرضى، ويتابعون العلاج، ويوصلون الدواء، ويوفرون الغذاء لمرضى السل والسل المقاوم للأدوية. وأكدت أنهم يعملون حتى في مناطق النزاع والصراع، ولم تثنهم أصوات البنادق أو الرصاص عن أداء رسالتهم.
وأضافت الأستاذة هنادي: إذا وضعنا أيدينا في أيدي بعضنا البعض حكومةً ومانحين وشركاء وعاملين فإننا سنجسد هذا الشعار قولًا وفعلًا:
“رغم المعاناة، والحرب، والنزوح، يمكننا القضاء على مرض السل والوصول إلى المجتمعات صعبة الوصول والأكثر عرضة للإصابة بالأمراض.”
وأشارت إلى أن مرض السل يمثل تحديًا صحيًا عالميًا، لكنه ليس مستحيلًا على الإرادة القوية والتعاون المشترك. وأوضحت أنه من خلال التوعية، والاكتشاف المبكر، والعلاج الفعّال، يمكننا حماية مجتمعاتنا وإنقاذ الأرواح، خاصة في المناطق النائية، ومعسكرات النازحين واللاجئين، ودور الإيواء، والسجون، ومناطق التعدين، لضمان وصول الخدمات الصحية للجميع وتمتعهم بحياة كريمة وصحية.
وبيّنت أن الحرب والنزوح والصراعات تجعل المجتمعات أكثر هشاشة أمام الأمراض، ولا سيما مرض السل، باعتباره أحد الأمراض المعدية سريعة الانتشار. ولكن بإرادة لا تنكسر، وبصمود شعب لن يُقهر، سنواصل العمل للوصول إلى كل مريض سل في جميع ولايات السودان، لضمان حصوله على الفحص والتشخيص والعلاج والرعاية.
وأوضحت أن منظمات المجتمع المدني تعمل في جميع ولايات السودان بالتنسيق مع كافة الجهات ذات الصلة، وستظل ترفع صوتها عاليًا لضمان وصول الخدمات إلى كل مريض وكل محتاج، مهما كانت التحديات.
ودعت هنادي إلى تكاتف الجهود، وتعزيز التوعية، ونشر خدمات الفحص المتنقلة والعيادات الجوالة في المناطق والمجتمعات صعبة الوصول، لتحقيق العدالة الصحية للجميع دون تمييز. واعتبرت أن هذا اليوم يشكل نقطة انطلاق جديدة نحو سودان خالٍ من السل، مجددةً دعوتها إلى كافة الشركاء على المستويات المحلية والإقليمية والدولية لتعزيز الشراكة وتفعيل دورها، بالإضافة إلى دعم الجهود الوطنية وفقًا للاستراتيجية والسياسات الخاصة بمكافحة السل في البلاد.
وفي ختام حديثها، جددت العهد والميثاق للعمل مع كافة الأطراف وأصحاب المصلحة، وتنسيق الجهود بين الحكومات، ومنظمات المجتمع المدني، والمنظمات الدولية، لضمان استجابة فعالة ومستدامة لمكافحة السل.
كما ناشدت المجتمع الدولي، والدول الصديقة، والحكومات، لزيادة التمويل المخصص لمكافحة السل، خاصة في المجتمعات المتأثرة بالنزاعات والأزمات الإنسانية في السودان.
واختتمت قائلة: “نعقد العزم لنقف مع كل مريض، مع كل نازح، ومع كل مجتمع يعاني، لنقول بصوت واحد: رغم الحرب، رغم النزوح، ورغم المعاناة، سنقضي على السل! إرادتنا أقوى من المرض، وعملنا المشترك هو طريقنا نحو مستقبل صحي وآمن للجميع. لا نترك أحدًا خلف الركب، وسنواصل حتى نرى السودان خاليًا من السل”.
#سونا #السودان