تشهد منطقة دارفور، في شمال السودان، تصعيدًا عسكريًا متزايدًا، حيث تواصلت المعارك لليوم الثاني على التوالي منذ بداية عيد الفطر المبارك. يتعرض المدنيون لضغوط هائلة جراء العمليات العسكرية المتواصلة، مما يزيد من معاناتهم الإنسانية.
تتجه الأنظار حاليًا إلى مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، التي تعرضت لهجوم واسع من قبل قوات الدعم السريع منذ أول أيام عيد الفطر المبارك. بعد نجاح الجيش، بمنطقة الفاشر، في صد الهجمات المبدئية وتدمير عدد من المركبات القتالية التابعة لقوات الدعم السريع، تعود قوات الدعم السريع لمواصلة هجماتها. يشير الجيش إلى أن الغارات الجوية من سلاح الجو السوداني قد ازدادت في وتيرتها، حيث يُلحق القصف المدفعي ضررًا بليغًا بعدد من الأحياء ومخيمات النازحين.
يعيش العديد من النازحين في معسكر أبشوك حالة من القلق الدائم، حيث شهد المعسكر سقوط عدد من القذائف الصاروخية. يضم هذا المعسكر الآلاف من الأشخاص الذين شردتهم الحرب، بعضهم منذ بدايات الصراع في دارفور عام 2003. ومع استمرار العمليات العسكرية، تزداد حدة الأزمة الإنسانية وقدر المعاناة الأساسية للسكان الذين يحتاجون إلى المساعدات.
شهد معسكر أبو شوك للنازحين في مدينة الفاشر يوم الاثنين حادثة مأساوية جديدة، حيث أسفر هجوم مدفعي شنته قوات الدعم السريع عن مقتل سبعة نازحين على الأقل وإصابة تسعة آخرين. وقد وصف حاكم إقليم دارفور، مني أركو مناوي، هذا الهجوم بأنه مؤسف للغاية، مشدداً على ضرورة إدانة الشعب السوداني لهذه الأفعال التي تضر بالمدنيين. وأكد على أن مثل هذه الهجمات لا يمكن أن تمر دون محاسبة، داعياً إلى ضرورة اتخاذ موقف حازم ضد هذه الانتهاكات.
في تدوينة نشرها عبر صفحته الرسمية على الفيسبوك، أشار مناوي إلى أن القصف أدى إلى إصابات خطيرة بين المواطنين العزل، مما يستدعي تضافر الجهود لمواجهة هذه الانتهاكات. وأكد على أهمية الوقوف مع الضحايا ودعمهم في هذه الأوقات العصيبة، حيث أن مثل هذه الأعمال لا يمكن السكوت عنها. كما دعا المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لتقديم المساعدات اللازمة للمتضررين، مشيراً إلى أن الوضع الإنساني في المنطقة يتطلب استجابة فورية.
من جهة أخرى، أفادت منظمات دولية بوجود أزمة إنسانية في معسكر أبو شوك، حيث تعاني المنطقة من مجاعة حادة نتيجة نقص المواد الغذائية والمساعدات الإنسانية. ويعود ذلك إلى الحصار المستمر الذي تفرضه قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر، مما يزيد من معاناة النازحين ويعقد من جهود الإغاثة. وأفاد العمدة مختار آدم، وهو زعيم محلي، بأن القوات أطلقت أربع قذائف على مناطق متفرقة من المخيم في الصباح، مما أدى إلى وقوع ضحايا بين المدنيين. وأوضح آدم أن الحصيلة الأولية للضحايا حتى وقت الظهيرة كانت مقتل شخصين وإصابة سبعة آخرين، تم نقلهم إلى المستشفى السعودي لتلقي العلاج.
تقف الأوضاع الإنسانية في شمال دارفور على حافة الانهيار. يتجلى ذلك من خلال الأزمات المعيشية التي يعاني منها النازحون في معسكرات أبشوك، حيث يسود انعدام الأمن الغذائي والخدمات الأساسية. لقد أظهرت التقارير أن عدد القذائف الصاروخية التي سقطت على المعسكرات يزيد من تفاقم الأزمة الإنسانية.
تدعو الحاجة الملحة إلى التدخل الفوري من قبل المنظمات الإنسانية لتقديم المساعدات للأشخاص المتضررين، والذين يعانون من آثار الحرب المستمرة منذ عقود.