إذا كانت حكومة البرهان الإنقلابية تعول فعلاً على الشباب لإعادة اعمار ما دمرته حربهم العبثية كما صرح وزير داخلية حكومة الأمر الواقع في برتكوز (خليل سايرين) فقد كان عليه على أضعف الإيمان إتخاذ خطوات أولاً لحماية هؤلاء الشباب من بطش الأجهزة الأمنية والكتائب الإسلامية أو من يحملون السلاح اليوم بالعاصمة ويملأون الطرقات تنمراً وبطشاً وسرقة بإصدار (تصريحات) ولن نقول قرارات فهو لا يملك تلك الشجاعة للحد من الممارسات العشوائية الإنتقامية غير المنضبطة ومحاولة إيقاف حالة الإنفلات الأمني والإفلات من العقاب والفوضى التي تمارسها تلك المجموعات فمن الشجاعة أن تتفوه بالحق في زمن الصمت وأن تمارس (الصاح) في زمن الأخطاء وتأكد بأنه ل(شرف) أن يمسك الضر وانت تصدح بالحقيقة في وسط القهر.
ونحن لا نود الحديث بأن نصف شباب هذا الوطن الجريح و(خيرتهم) والذين يعول عليهم (سيادته) في إعادة الإعمار هم الآن خارج البلاد بل ويتم تهديدهم كل صباح بالويل والثبور إن هم عادوا وأن ما تبقى منهم بالداخل يحلم بالخلاص من حياة القهر التي يعيشها وينتظر الفرصة للهروب من نيران هذا البطش والارهاب، ليس كرها في تراب الوطن الطاهر بل رغبة في الهروب من هذا الواقع الذي فرض عليه فالوطن هو الملاذ الذي يفترض أن يكون هو الأمان وأهله هم الحضن الدافئ الذي يحتوي اوجاعهم ولكنهم تركوها لمن يقتلون أحلامهم تحت زخات السلاح ومن يعملون بأن يكون هذا الوطن لهم وحدهم دون الآخرين رغم انهم جهلاء لا يملكون القدرة أو العلم على إعماره وصناعة مستقبل زاهر له ويحصرون كل مستقبل الوطن في : (بل بس)
عندما يتحدث أحدهم عن (الشباب الحقيقي) للوطن والذي يعول عليه في إعادة الإعمار وصناعة مستقبل مشرق له فإنه بكل تأكيد يقصد أولئك (الرجال) الحقيقين الذين ملأوا الشوارع هتافاً في زمن القهر من أجل التغيير وفتحوا صدورهم للرصاص بلا دروع وليس الجهلة الموجودين في ساحات القتال اليوم وهم يستقوون بالأجهزة الأمنية الباطشة ويحملون السلاح ليمارسوا القتل والأذى والتنمر بلا وازع أخلاقي أو رادع قانوني فهؤلاء لا يعرفون ما هو الإعمار و(قدراتهم) حدودها القتل والدمار.
الدعوة للشباب الذي يعملون علي كسره وإهانته وبطشه كل صباح للعودة والإنخراط في إعمار الوطن لا تطلق هكذا ك(أحلام) بل يجب أن تسبقها أفعال وقرارات صارمة بإعادة كرامتهم أولاً بتقديم كل من إعتدى عليهم أو سرق وتنمر وقال أنا و(مابعدي رجال) بالبلاد للعدالة وإيقاف الأجهزة الأمنية المتربصة بشباب المقاومة بالمعابر والمطارات و(الأخطر) ضبط ماكينة تنمر وتمدد المليشيات الإسلامية التي تري بل وتعلن بان ليس بالوطن من هو (ارجل) منهم وأنهم فوق الاجهزة الأمنية والعدالة واضعين مستقبل الوطن الذي يدعون إلى إعادة تعميره على أفواه بنادقهم .. والاوطان لاتبني بالرصاص والقنابل والمسيرات وعلينا ان ندعو ان كنا صادقين لوقف الحرب اولا ..
ولنا عودة
تضامن من العصب
في سجن الوطن الكبير مجرد ان تصدح برأيك جريمة وعلاء الدين الزين كبير وهو يقبع منذ أكثر من ثلاثة أشهر بمعتقلات جهاز الأمن بالأبيض بسبب (منشور) من خلال شبكة التواصل حول رأيه في الجيش .. وانا اقول لكم بان جيشنا أعظم جيش على الكرة الأرضية فهو لم تخرج عشرات المليشيات من رحمه وحارب أعداء الوطن في المظاهرات السلمية ولم يفكر يوما في الإنقلاب على الحكم المدني الديمقراطي وليس له علاقة بتخريب الاقتصاد الوطني..
فأطلقوا سراح ذلك المسكين
وثورة الاعمار ستاتي فالثورة مستمرة ..
والقصاص والحساب قادم ..
والرحمة والخلود لشهدائنا ..
الجريدة
المصدر من هنا