أعلن الجيش السوداني يوم الثلاثاء عن مقتل 47 مدنياً وإصابة العشرات جراء قصف مدفعي نفذته قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر، التي تعتبر عاصمة ولاية شمال دارفور الواقعة في غرب البلاد. هذا الهجوم يأتي في وقت تتصاعد فيه حدة التوترات في المنطقة، مما يزيد من معاناة السكان المدنيين الذين يعيشون في ظروف صعبة.
في سياق متصل، أفادت تنسيقية لجان مقاومة الفاشر بأن الطائرات المسيرة التابعة لقوات الدعم السريع قد عادت للتحليق في سماء المدينة، مما يثير القلق بين السكان. وقد دعت التنسيقية عبر منشور على فيسبوك سكان الفاشر إلى اتخاذ تدابير احترازية، مثل إطفاء جميع الأضواء في المنازل والمركبات، وذلك لتقليل فرص استهدافهم سواء كان ذلك عن عمد أو عن طريق الخطأ.
كما أكدت التنسيقية على أهمية تجنب التجمعات في الأماكن العامة، بما في ذلك الطرقات وأماكن شبكات الإنترنت، وكذلك داخل المنازل. هذه الدعوات تأتي في إطار الجهود الرامية لحماية المدنيين من أي هجمات محتملة، في ظل الأوضاع الأمنية المتدهورة التي تشهدها المنطقة.
أفادت الفرقة السادسة مشاة من الجيش السوداني في الفاشر في بيان لها بأن قوات الدعم السريع “تواصل استهداف المدنيين بطريقة منظمة، حيث استخدمت حوالي 250 قذيفة مدفعية خلال قصفها على مناطق الفاشر يوم أمس الاثنين”، وفقاً لوكالة السودان للأنباء.
وأضافت: “أسفر هذا القصف المدفعي المكثف عن وفاة 47 مدنياً، من بينهم 10 نساء، وإصابة العشرات من المدنيين الذين تم نقلهم إلى المستشفيات والمراكز الصحية”.
وأفادت أن قوات الجيش قامت بتدمير منصة لإطلاق المدافع الخاصة بالدعم السريع شمال مدينة الفاشر.
منذ عدة أيام، تواصل قوات الدعم السريع قصف مدينة الفاشر بالمدفعية، مما أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى، وفقًا للسلطات السودانية.
الأسبوع الماضي، شنت قوات الدعم السريع هجومًا على مخيم زمزم للنازحين في شمال دارفور، وأعلنت أنها باتت تُسيطر عليه، بعد وقوع اشتباكات مع الجيش والقوات المساندة له، مما أسفر عن مقتل 400 شخص ونزوح عشرات الآلاف، بحسب ما أفادت به الأمم المتحدة.تشهد الفاشر منذ 10 مايو 2024، مواجهات بين الجيش وقوات الدعم السريع، على الرغم من التحذيرات الدولية من القتال في المدينة التي تعتبر مركز العمليات الإنسانية لولايات دارفور الخمس.
منذ إبريل 2023، يخوض الجيش وقوات الدعم السريع حرباً أسفرت عن سقوط أكثر من 20 ألف قتيل وحوالي 15 مليون نازح ولاجئ، وفقاً للأمم المتحدة والسلطات المحلية، في حين قدر بحث أجرته جامعات أميركية عدد القتلى بنحو 130 ألفاً.
في الآونة الأخيرة، بدأت مساحات سيطرة قوات الدعم السريع في ولايات السودان تتقلص لصالح الجيش، حيث تسارعت انتصارات الجيش في ولاية الخرطوم، بما في ذلك السيطرة على القصر الرئاسي ومقرات رسمية أخرى.
في الـ17 ولاية الأخرى، لم تعد قوات الدعم السريع تسيطر إلا على أجزاء من ولايتي شمال وغرب كردفان وبعض الجيوب في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، بالإضافة إلى أربع ولايات في إقليم دارفور بغرب السودان.
