السودان الان

( قضايا المؤتمر) يؤكد مساعد رئيس الجمهورية وزعيم مؤتمر البجا على استقرار الأوضاع في الحدود مع إريتريا، ويرى الحديث عن حشود عسكرية محض (لغط إعلامي).. ويتحدث عن أجندة الاجتماع العام لحزبه..

مصدر الخبر / صحيفة اليوم التالي

الخرطوم – الزين عثمان
منتصف نهار الأمس كان عدد من الصحفيين في وسائل إعلام مختلفة يجلسون في باحة منزل مساعد رئيس الجمهورية ورئيس حزب مؤتمر البجا موسى محمد أحمد في الخرطوم، حينها كان السؤال الذي يدور في أذهان الإعلام يين ما حقيقة الأوضاع الأمنية في الشرق وعلى الحدود مع الجارة إريتريا؟ لكن الرجل بعد أن طمأن الجميع بأن الأوضاع مستقرة، وأن ما يثار عن حشود عسكرية مصرية على الحدود محض (لغط إعلام ي)، دلف إلى موضوعات أخرى ليست بعيدة عن استفهامات الصحافيين، إذ تشغل أجندة المؤتمر العام لحزب مؤتمر البجا حيزا وسعا في اهتمامات المراقبين، لكون أن قضايا المؤتمر العامة هي شواغل أبناء الشرق وجميع أنحاء البلد المهمومين بالحالة التنموية والسياسية هناك.
(1)
بالنسبة لموسى محمد أحمد الذي كان يتحدث في مؤتمر صحفي بمنزله الواقع أمام كبري المك نمر بالخرطوم فإن الاستعدادات اكتملت من أجل عقد المؤتمر العام لحزبه يوم الاثنين بقاعة الصداقة بالخرطوم، ولم يستبعد الرجل أن يشهد المؤتمر انتخاب قواعد حزبه لقيادة جديدة، وبالطبع يعلن استعداده للقبول بكل مخرجات ما ستنتج عنه مداولات يومَي الاثنين والثلاثاء، بما فيها احتمالية مغادرته المنصب الذي يجلس فيه لنحو إثنا عشر عاماً.
الرجل يعلن كامل التزامه بما تنتهي إليه رغبات قواعد الحزب التي بدأت تتجاوز الجهة إلى كل الوطن سعياً لتحقيق القومية المنشودة، وهنا يكشف رئيس الحزب ومساعد رئيس الجمهورية عن إرسالهم خطابات دعوة إلى معظم القوى السياسية في البلاد في السلطة والمعارضة، كما دعا القوى المشاركة في الحوار الوطني.
ولا يغادر رئيس الحزب المنصة دون التأكيد على أن الجلسة الافتتاحية للمؤتمر العام للبجة سيحضرها رئيس الجمهورية ورئيس حزب المؤتمر الوطني المشير عمر البشير.
(2)
تأريخيا فإن مؤتمر البجا ينسب الفضل في تأسيسه إلى الرعيل الأول من مثقفي البجا، وكان مؤتمره التأسيسي في 13 أكتوبر 1958 بمدينة بور تسودان، وقد أدرك مثقفو البجا في ذلك الوقت المبكر بأن التهميش التأريخي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي والسياسي هو السبب الرئيسي في معاناة أهلهم، حيث قدّم مؤتمر البجا آنذاك مطالبا مشروعة لحكومة عبد الله خليل.
الانطلاق من الشرق بالنسبة لمؤتمر البجا يجعل منه مؤهلا للإجابة على استفهامات الإعلام حول ما يجري في المنطقة، خصوصا ما رشح في وسائط الإعلام الاجتماعي وغيرها عن حشود عسكرية مصرية على الحدود السودانية الإريترية، يرد موسى في هذا الصدد بالقول: “لن تطلق طلقة أخرى في الشرق بعد التوقيع على اتفاقية السلام”، ويؤكد أنه لا توجد أية بؤر للصراع، ما عدا ما يحدث من مطاردات للسلطات الأمنية في مواجهة تجار البشر.
يقول مساعد الرئيس إن الحديث عن وجود حشود عسكرية في المنطقة هو “مجرد فرقعات إعلامية” بحسب المعلومات التي لديه كما أن الأوضاع في الحدود تبدو في قمة الهدوء، ويضيف أن كل ما يجري الآن يرتبط بشكل كبير بالهدف الحكومي المعلن بضرورة تنفيذ حملات جمع السلاح التي ابتدرت في الولايات الغربية ومن ثم انتقلت إلى ولايات شرق السودان، كما يؤكد أنه لم ترده أية معلومات فيما يتعلق بإغلاق الحدود بين السودان وإريتريا.
ويضيف أن التواصل بين الدولتين مستمر دون انقطاع، مشيرا إلى الزيارة الأخيرة التي قام بها رئيس مجلس الوزراء القومي الفريق أول بكري حسن صالح إلى هناك، واستهدفت بشكل كبير الاستمرار في مشاريع التعاون التي تحقق تطلعات الشعبين.
ويعود مساعد رئيس الجمهورية ويقول إن الاتهامات بوجود حشد لقوات مصرية وإريترية وبعض من قوات التمرد السودانية لا يتجاوز كونه حالة (لغط إعلامي).
(3)
ينبه موسى محمد أحمد إلى أن مؤتمر البجا ظل منذ تأسيسه في عام 1958 محافظا على مشروعه السياسي المرتكز على الفدرالية لتكون أساسا لإدارة الدولة، مؤكدا مميزات المشروع الذي يكلف مشاركة شعبية في اتخاذ القرار وتوزيع عادل للسلطات وصلاحيات الحكم، مع وجود حكم محلي يضمن مشاركة متكافئة ومنصفة للجميع.
يشير موسى محمد أحمد إلى أن حزبه يدعو لتبنّي سياسات واضحة للتوفيق بين مؤسسات الحكم المحلى الحديثة والتقليدية خاصة في إدارة المناطق الريفية وتطوير هياكل إدارتها وصولاً إلى أفضل توزيع لمشروعات التنمية والخدمات الأساسية وتطوير الإدارة الأهلية وترقيتها وتمكينها ورفدها بالإمكانات اللازمة لإدارة أنشطتها متضمنة التدريب على مهارات الإدارة.
وعلى صعيد العمل التنظيمي والبناء القاعدي، يقول موسى إن مؤتمر البجا عقد مؤتمراته بست ولايات ويأتي مؤتمره العام في الثامن من هذا الشهر بمشاركة 700 من عضويته بالولايات، ويؤكد قادته أن مؤتمر البجا لعب دورا سياسيا لصالح قضايا الجماهير واستطاع أن يعزز ويقوي النسيج الاجتماعي بالولايات من خلال برنامجه السياسية التي ساعدت من إدارة الحاضر والمستقبل لتحقيق الوحدة والتماسك والتسامح وتوحيد الجهود في تنمية وتطوير هذه الولايات.
(4)
على صعيد القوى السياسية الأخرى، يقول رئيس الحزب إن علاقاتهم ممتدة مع كل القوى السياسية ويشير بالتحديد لعلاقته مع الحزب الحاكم فهو يؤكد على استمرارية الشراكة والسعي من أجل تنفيذ الاتفاقية الخاصة بسلام الشرق، ويؤكد في الوقت ذاته على أن علاقتهم تتجاوز الحكومة لصالح أحزاب المعارضة في ظل السعي لتحقيق (التوافق) باعتباره أحد مخرجات الحوار الوطني.
لا يقفز محمد أحمد دون الإشارة إلى ما يتعلق بتمويل مؤتمر حزبه العام، ويقول إن الأمر تم وفقاً لاشتراكات الأعضاء والهِبات التي وصلت للحزب عبر عدد من التجار.
أما فيما يتعلق بدور حزب المؤتمر الوطني في دعم المؤتمر العام مالياً، لا ينفي موسى تسلمهم لأموال، وفي الوقت نفسه يعلن عدم رفضهم لمثل هذا النوع من التعاون باعتباره يأتي في سياق التعاون بين المنظومات السياسية التي تسعى لتحقيق هدف واحد هو الاستقرار الذي يقود بدوره لتحقيق التنمية في كل البلاد.
ويكشف محمد أحمد عن استمرار علاقتهم مع حلفائهم السابقين في التجمع الوطني الديمقراطي، ويؤكد على نقطة رئيسة تتعلق بما يسميه (التوازن) في التعامل مع كافة المكونات السياسية الفاعلة ومنظمات المجتمع المدني.
(5)
(حلايب) ضمن أولويات حزب مؤتمر البجا كما يقول رئيسه ومساعد رئيس الجمهورية موسى محمد أحمد، ويعتقد أنها أحد القضايا الرئيسة التي تهم مكونات مؤتمر البجا، ويردف قائلا: “لا أحد يمكنه القول بغير سودانية المنطقة وإنه لا حل غير عودتها إلى حضن الوطن”.
وهنا يحدد الرجل آليات حل قضية المثل، مشيرا إلى وسيلة التفاوض المباشر بين السودان ومصر أو عبر الخضوع لقواعد القانون الدولي، معتبرا أن الوسيلتين تحقق ذات الغاية وهي عودة الأرض لأصحابها.
(6)
قبل أن يغادر رئيس حزب مؤتمر البجا مساعد رئيس الجمهورية مقعده وهو يتحدث إمام الصحفين لا ينسى أن يعلّق الإجابات على بعض الأسئلة المتعلقة بمخرجات المؤتمر العام، ويقول الرجل إن مسألة حسم منظومته لدعم ترشيح الرئيس البشير لدورة رئاسية جديدة في الانتخابات المرتقبة هي أحد القضايا التي يناقشها المؤتمرون الذين لن يتركوا بيانهم الختامي خاليا من الإشارة لطريقة تعاطي البجا مع قضية ارتفاع الأسعار ومعاش الناس، ويؤكد أن المؤتمر سيضع إجابة على سؤال من يقود المنظومة التي أنشأها (بلية) ورفاقه في العام 1958 هل هو موسى نفسه أم أن ثمة رجل آخر هو من سيحمل عصا القيادة؟
من جهته، يبشّر موسى محمد أحمد، بصعود قيادات جديدة في إطار تجديد الدماء، مؤكدا على أن قواعد الحزب وعضويته هي من ستؤول إليهم مسؤولية اختيار من يقود الحزب ويجلس في القصر ممثلاً لطموحات أهل الشرق، بيد أن توقعات الصحفيين في ختام المؤتمر الصحفي، رأت غير ذلك، واستبعد أن يكون شخصا آخرا غير المساعد موسى محمد أحمد.

يمكنك ايضا قراءة الخبر في المصدر من جريدة اليوم التالي

عن مصدر الخبر

صحيفة اليوم التالي