السودان الان

(صفحة جديدة) عبد المحمود في القاهرة يوم الاثنين المقبل وتنسيق عال بين مصر والسودان لحل المشاكل العالقة، واستعدادات لاجتماعات اللجان المشتركة واللقاء الثاني للرباعي في أبريل

مصدر الخبر / صحيفة اليوم التالي

القاهرة: صباح موسى
تأكدت عودة عبد المحمود عبد الحليم سفير السودان بمصر للقاهرة بعد غد (الاثنين)، بعد استدعاء دام شهرين جرت خلالها مياه كثيرة تحت جسر العلاقات السودانية المصرية بقمة رئاسية بين البشير والسيسي على هامش اجتماعات الاتحاد الأفريقي نهايات الشهر الماضي في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، والتي كلف فيها الرئيسان الاجتماع الرباعي بين وزيري خارجية ومديري أجهزة الأمن والمخابرات في البلدين برفع تقرير مفصل بالقضايا العالقة بينهما، وتم اللقاء الرباعي بين البلدين في الثامن الشهر الماضي، وحدد فيه كل طرف مشاكله ورفعها للآخر، إلا أن فترة الشهر قد انتهت قبل رفع تقرير الرباعي للرئيسين ويرجع ذلك لتغيير قيادة جهاز الأمن والمخابرات في الخرطوم، وعلمت (اليوم التالي) أن كل طرف يقوم بإعداد مصفوفة لمشاكله سوف يسلمها للآخر، وأن الطرفين مازالا في طور الإعداد لمصفوفته، وتتصدر حلايب المصفوفة السودانية، واستيراد المنتجات المصرية تتصدر المصفوفة المصرية، وسوف يسلم كل طرف مصفوفته للآخر، وسوف تساعد عودة السفير عبد المحمود في إنجاز هذه المهمة سريعا، أيضا ستساعد عودة السفير أسامه شلتوت للخرطوم في سرعة الأداء، ومن المتوقع أن يعود شلتوت للخرطوم بعد عودة عبد المحمود للقاهرة.
توجيه بالعودة:
يقول عبد المحمود لـ(اليوم التالي) سأعود للقاهرة بعد غد (الاثنين) بعد أن صدرت التعليمات لى بالعودة عقب استدعائي للخرطوم للتشاور في أعقاب استمرار وتفاقم شواغل ومشكلات ومآخذ طرحها الجانب السوداني إبان اجتماعات اللجنة الرباعية مؤخرا بالقاهرة، والتي تمخضت عن اجتماع الرئيسين عمر البشير وعبد الفتاح السيسي على هامش القمة الأفريقية مؤخرا بأديس أبابا، مضيفا وهي شواغل سيادية وحدودية وسياسية وأمنية وقنصلية وإعلامية، مشيرا لأن الاجتماع الرباعي قد بحث بمشاركة وزيري الخارجية ومديري أجهزة المخابرات فى البلدين كافة هذه الشواغل ووضع تصورات وخارطة تحرك لمعالجة هذه المشكلات والتي لن تستقيم العلاقة على جودي الاحترام والمصالح المشتركة بدونها، وقال: ولذلك فإن مهمتي ستكون المتابعة والحرص على تنفيذ مخرجات الاجتماع الرباعي فورا ودون إبطاء وحلحلة القضايا التي استوجبت استدعاء السفير، وأن عودتى لاتعني أن القضايا قد حلت بل إن هناك التزام جديد بحلها، معربا عن أمله في التغلب على كافة القضايا العالقة وجعل علاقات البلدين والشعبين نموذجا وفي مستوى التطلعات، وتابع: سوف أواصل مهام منصبي ورئاسة البعثة الثلاثاء مباشرة، مؤكدا أنه سيعمل في المرحلة المقبلة على تأسيس علاقات تبنى على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة بين البلدين وحل القضايا بين البلدين، وقال: ظللت أسعى باستمرار لخلق علاقات مزدهرة بين شطري وادي النيل لتنأى عن العواطف لتخدم المصالح المشتركة وسوف أواصل على هذا النهج.
وكان الرئيس البشير قد منح عبد المحمود وسام الجدارة في ختام أعمال مؤتمر السفراء الذي عقد قبل يومين بالخرطوم، ما يعكس ثقة القيادة في السفير السوداني قبيل عودته لمواصلة عمله بالقاهرة، وعلق عبد المحمود على التكريم قائلا: لا أجد من الكلمات ما يسعفني للإعراب عن تقديري وامتناني لرئيس الجمهورية لما طوق به عنقي من تكريم بمنحى وسام الجدارة، مؤكدا أنه تكريم للمؤسسة الدبلوماسية السودانية بكاملها، وأضاف عبد المحمود لـ(اليوم التالي): هذا التكريم يعني ثقة رئيس الجمهورية في ما تبذله الدبلوماسية السودانية من جهود على كافة الأصعدة والمحاور للتغلب على كافة التحديات الراهنة، وهذا التكريم يضاعف من جهدنا وعزمنا ومسئوليتنا لكى نكون فى مستوى تطلعات شعبنا.
تنسيق وتعاون
الملاحظ أن التنسيق بين البلدين يشهد تعاونا كاملا في المرحلة الأخيرة، ويبدو أن الأزمة الأخيرة بين الجانبين خلقت هذه الروح في التعامل الإيجابي، فقد أعلنت الخارجية السودانية أن السلطات الأمنية سلمت رصيفتها المصرية أمس الأول (الخميس) بمعبر (أشكيت – قسطل)، ثلاثة مواطنين مصريين تم إلقاء القبض عليهم في يوليو الماضي بصحراء الولاية الشمالية وبحوزتهم بعض المعدات، وأنه في توقيت متزامن استلمت السلطات الأمنية السودانية من رصيفتها المصرية ثلاثة مواطنين سودانيين، كانت السلطات الأمنية بمصر قد ألقت عليهم القبض في أغسطس الماضي، بعد أن ضلوا طريقهم شمال خط 22 إلى داخل الأراضي المصرية وبحوزتهم عربة.
وعلمت (اليوم التالي) أن السلطات الأمنية بالبلدين تعمل في هذا الموضوع بتنسيق وتعاون عاليين ومنذ فترة، ما أدى إلى نجاح العملية والإعلان عنها في النهاية، كما سهلت السلطات المصرية إرسال مبلغ 400 ألف دولار كان السودان قد حصل عليها من الاتحاد الأفريقي لكرة القدم (الكاف) لإحرازه المركز الثالث في البطولة الأفريقية للمحليين والتي أقيمت بالمغرب قبل أسبوع، وتم تسلميها في مقر رئاسة (الكاف) بالقاهرة، وبالتنسيق بين الطرفين تمت عملية نقل المبلغ للخرطوم بنجاح.
جدية الحلول
ويبدو أن الدوائر المختصة بالبلدين بدأت في التعامل مع الأمور وحل المشاكل العالقة بجدية وبسرعة غير معهودة، بخلاف ما كان يحدث في السابق بتعليق المشاكل ورفعها إلى جهات أعلى بما أوصل العلاقات بين البلدين إلى طريق مسدود، فمن غير الممكن رفع تفاصيل بسيطة لمشاكل من السهل حلها إلى الرئيسين، فلو تم تفعيل الدوائر المختصة بإنجاز مهامها دون الرجوع لجهات أعلى لسارت العلاقات بشكل غير معهود، وهذا ما اتضحت ملامحه مؤخرا، وعلى الدوائر المختصة إنجاز ما يليها، وتنفيذ ما يتنزل إليها من قرارات عليا، وترك الروتين والبيروقراطية جانبا حتى نشهد علاقات مختلفة بين البلدين.
استعدادات اللجان
في الوقت نفسه تستعد اللجان المشتركة بين البلدين (القنصلية – والمنافذ) لاجتماعهم خلال الشهر القادم، وكذلك الاجتماع الثاني للاجتماع الرباعي بين وزيري الخارجية ومديري أجهزة الأمن والمخابرات بالبلدين والذي يتوقع أن ينعقد أبريل المقبل، فقد انتهت مدة الشهر التي أقرها الرئيسان البشير والسيسي في لقاء أديس أبابا كتكليف للرباعي لرفع تقرير لهما بالقضايا العالقة، ويرجع ذلك بسبب تغيير قيادة جهاز الأمن والمخابرات في الخرطوم، وتصب كل هذه الاستعدادات في التحضيرات النهائية للجنة العليا المشتركة بين البلدين برئاسة البشير والسيسي والتي ستنعقد في الخرطوم خلال هذا العام.
وبعودة عبد المحمود إلى القاهرة تنتظر العلاقات بين السودان ومصر صفحة جديدة مختلفة من العلاقات بين البلدين، وتبشر البدايات بأن الأزمة الأخيرة وما وصلت اليه بسحب السفير من القاهرة كانت ممهدا قويا إما بانتكاسة كبيرة للعلاقة أو ببداية ثانية مختلفة، وهو ما فطن إليه الجانبان وسرعان ما أدركا خطورة الطريق السابق، ولذلك كان الانحناء والعودة للخلف مرة أخرى للبحث عن طريق جديد مختلف يضمن تقدم وتطور العلاقة بين البلدين، ويبقى أن تنازلات التطبيع بين القاهرة والخرطوم أقل بكثير من التصادم بينهما، وأنه على كل بلد أن يعي أن أمنه وأمانه واستقراره في وجوده مع الآخر، وعلى القاهرة أن تعي أن السودان هو بوابتها الوحيدة للمرور إلى أفريقيا، وعلى الخرطوم أن تدرك أن مصر أفيد لها من دول أخرى بعيدة.

يمكنك ايضا قراءة الخبر في المصدر من جريدة اليوم التالي

عن مصدر الخبر

صحيفة اليوم التالي