السودان الان

مصير مجهول يتربص بعشرة ملايين نسمة من المواطنين المنتشرين على الحدود مع دولة جنوب السودان ظلوا عرضة للنهب والقتل والتغول على قطعانهم ومساراتهم في واحد من الملفات التي خلفها الانفصال ولم تفلح الحكومة في معالجتها بشكل نهائي(المنسيون)

مصدر الخبر / صحيفة اليوم التالي

الخرطوم – مهند عبادي
لأكثر من سبع سنوات ظلت معانة الرعاة العائدين من دولة جنوب السودان مستمرة من دون أن تجد المعالجة الحقيقية التي تساعد على توطينهم واستقرارهم فمنذ انفصال دولة جنوب السودان ظلت أزمة العائدين تراوح مكانها دون حلول جذرية، ولم تلق الوعود المبذولة والخطب الرنانة طيلة تلك السنوات طريقها إلى التنفيذ، فالأوضاع في قرى العودة التي خصصت للرعاة تنعدم فيها أبسط أساسيات الاستقرار، وبح صوت الرعاة العائدين في المطالبة بتوفير كافة الخدمات اللازمة لهم بجانب توفير السكن والمراعي ومساحات للزراعة كي يعتشاوا منها ويوفروا عبرها قوتهم،
ويطالب الرعاة العائدين من دولة جنوب السودان بوقف تغول المزارعين على المسارات الرعوية التي حددتها الدولة في ولايات النيل الازرق وسنار، ودعا الرعاة إلى توفير الخدمات الاساسية في المناطق اليت تم تحديدها لاستقرارهم، واشتكوا من سوء الأوضاع في القرى واستمرار معاناتهم لأكثر من سبع سنوات، مشيرين إلى أن الحكومة لم تلتزم بتنفيذ مطلوبات استقرار العائدين بعد الانفصال، وقال يوسف أبو روف ناظر رفاعه الهوي إن العائدين يعيشون معاناة كبيرة في المسارات نتيجة لتغول المزارعين عليها فضلا عن إغلاق الغابات أمام الرعاة بزراعتها إلى جانب مشاكل في السكن والمياه والخدمات في قرى العودة وقال أبو روف في (ملتقى الرعاة العائدين من دولة الجنوب) والذي نظمه الحزب الأهلي أمس (الثلاثاء) إن الملتقى يهدف إلى عكس المعاناة والتحرك لمعالجتها وتجنب الاحتكاكات بين المزارعين والرعاة ودعا أبو روف إلى عدم السماح بالزراعة في مسارات الرعي، وأضاف: هناك أكثر من عشرة ملايين نسمة منتشرين على الحدود في تلك المناطق يمتلكون ثروة حيوانية ضخمة يمكن أن تساهم في استقرار اقتصاد البلاد. وفي السياق قال المتحدثون في الملتقى إن تجاهل قضايا العائدين أمر غير مقبول وطالبوا الحكومة بالنظر إليها ومعالجتها بعد أن ظلت مهملة في الحكومة السابقة، مؤكدين أن العائدين اصبحوا أقرب إلى كونهم (بدون) لا حقوق لهم وأن الحكومات الولائية تعاملهم كأجانب وليسوا مواطنين سودانيين، ونصحوا حكومة ولايتي النيل الأزرق وسنار بمراجعة اللجان التي سبق وأن تم تكوينها ومحاسبتها لأنها لم تقدم أي شيء للعائدين، كما يرون أن القضية يجب أن تتم معالجتها في أعلى مستويات الدولة وبالتشاور مع حكومة دولة جنوب السودان وجلوس كافة الأطراف المعنية لإيجاد الحل النهائي لها، ويرى هؤلاء أن القضية ينبغي أن لا تكون موسمية ويجب الطرق عليها بكثرة حتى تحظى بالاهتمام الذي يدفع الدولة لمعالجتها.
وقبل يومين شكا مزارعو الشريط الحدودي للسودان مع دولة جنوب السودان من مضايقات تقوم بها قوات جنوبية مدججة بالسلاح في ولايات النيل الأزرق، سنار، والنيل الأبيض وقال رئيس لجنة مزارعي الشريط الحدودي بخيت قمر الدولة أحمد موسى في تصريحات صحفية الأحد إن قوات جنوبية تغولت على أراض تقدر مساحتها بحوالي 600 ألف فدان مملوكة لمواطنين سودانيين بموجب مستندات وعقودات رسمية من الولايات الثلاث، وأشار لغياب كامل للقوات السودانية في المناطق التي دخلها الجنوبيون ونبه إلى خطورة الوضع في المشاريع الزراعية وأشار إلى اعتقال المزارعين وترحيلهم إلى داخل حدود الجنوب وفرض جبايات وضرائب ورسوم أجرة تقدر بالملايين في الأراضي السوداني. وطالب بخيت قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو بتأمين الموسم الزراعي والشريط الحدودي ونوه إلى عمليات تهريب وقود الزراعة والسلع المدعومة لداخل الجنوب.
من جانبه أكد عضو لجنة تسيير العائدين من دولة الجنوب وعضو اللجنة التنفيذية العليا كمال الحاج أحمد وجود عقود إيجار أراض سودانية مستخرجة من دولة الجنوب من ولاية أعالي النيل في مشاريع زراعية تابعة لهم، وقال: تم التغول عليها بقوة السلاح وطردهم منها وتأجيرها لمزارعين. ووصف رئيس لجنة المهجرين من دولة جنوب السودان مدني مهدي مدني ما يحدث في الشريط الحدودي بأنه عبء، ودعا مجلس السيادة إلى ضرورة الإسراع في ترسيم الحدود كما طالب بضرورة الجلوس مع حكومة الجنوب لمنع تغول الجنوبيين على المزارعين والرعاة السودانيين. وكشف عن هجوم قوات جنوبية مسلحة على المهجرين في منطقة الخشخاش واعتدائها على 1500 مهجر ونهب ممتلكاتهم، وطالب بنشر قوات مشتركة لحماية المواطنين في الشريط الحدودي.
وحمل الرئيس السابق للقطاع المطري محمد آدم عبد الله الحكومة السابقة مسؤولية مشكلة الشريط الحدودي وإهمالها للمشاريع الزراعية خاصة الواقعة في الخط الصفري. ونادى بتكوين لجنة من المزارعين للجلوس مع حكومة أعالي النيل لمنع التعديات الجنوبية. وأكد المزارع آدم محمد آدم النعيم عدم زراعة مشروعين يمتلكهما بعقودات من ولاية سنار لفترة لا تقل عن 5 سنوات وقال إن مواطنا جنوبيا يؤجرها لمواطن آخر. وأشار إلى أن الأراضي السودانية المحتلة من الجنوبيين تصل مساحتها إلى مليون فدان منها 600 ألف فدان تسيطر عليها القوات المسلحة الجنوبية بأسماء وهمية 70 % في ولاية النيل الأزرق و20 % بسنار و10 % بالنيل الأبيض وأكد أنهم يدفعون جبايات مزدوجة في الدولتين رغم أن الأرض سودانية.

يمكنك ايضا قراءة الخبر في المصدر من جريدة اليوم التالي

عن مصدر الخبر

صحيفة اليوم التالي