في ظل تصاعد الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، تتواصل موجات النزوح من معسكري زمزم وأبوشوك، حيث يتجه النازحون إلى مناطق كورما وطويلة، التي أصبحت أكبر مخيم يستقبل مئات الآلاف من النازحين. الوضع الإنساني في المنطقة يزداد سوءًا مع تزايد أعداد الفارين من المعارك، مما يضع ضغوطًا إضافية على الموارد المتاحة في المناطق المستقبلة.
وفقًا لتصريحات منسقية النازحين واللاجئين في دارفور، فقد وصل نحو 300 ألف نازح إلى منطقة طويلة منذ بداية الشهر الجاري، بالإضافة إلى أعداد سابقة لم يتم حصرها، مما يرفع العدد الإجمالي للنازحين من المعسكرات المحيطة بالفاشر إلى أكثر من 500 ألف شخص خلال الأسابيع الأخيرة. هذه الأرقام تعكس حجم الكارثة الإنسانية التي تعاني منها المنطقة، حيث يواجه النازحون ظروفًا قاسية.
وأكد المتحدث باسم المنسقية، آدم رُجال، أن هناك نزوحًا إضافيًا من الفاشر ومعسكراتها إلى مناطق أخرى مثل فنقا وجبل مرة ونيرتتي. وأشار إلى أن الوضع الإنساني يزداد تعقيدًا بسبب نقص حاد في مقومات الحياة الأساسية مثل المياه والطعام والخدمات الصحية، بالإضافة إلى انقطاع المساعدات الإنسانية عن شمال دارفور، مما يزيد من معاناة النازحين في المخيمات في ولايتي وسط وجنوب دارفور، حيث لا تكفي المساعدات المتاحة لتلبية احتياجاتهم.
أعربت الأمم المتحدة عن قلقها البالغ بعد مقتل أكثر من 100 شخص، من بينهم 20 طفلاً، نتيجة الهجمات التي شنتها قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر، وذلك وفقاً لتقارير صادرة عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.
وأوضح مكتب الأمم المتحدة (أوتشا) أن قوات الدعم السريع نفذت “هجمات منسقة برية وجوية” في وقت سابق من هذا الشهر على مدينة الفاشر ومخيمي زمزم وأبو شوك للنازحين، مما زاد من حدة التوتر في المنطقة.
أدى حصار قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر وعمليات القصف المدفعي إلى تفاقم الوضع الإنساني للمدنيين، حيث توقفت إمدادات البضائع والمواد الغذائية، مما ساهم في تدهور الأوضاع الأمنية. تجدر الإشارة إلى أن الفاشر تعتبر المركز الإداري لإقليم دارفور، وهي أكبر مدنه، وتظل المدينة الوحيدة بين عواصم الولايات الأخرى التي لم تقع تحت سيطرة قوات الدعم السريع، حيث لا تزال تحت سيطرة الجيش السوداني.