الخرطوم، 20 أبريل 2025 ــ دعت الحركة الشعبية ــ التيار الثوري الديمقراطي، الأحد، إلى تكوين لجنة وطنية وقانونية للبحث عن الآثار المنهوبة بعد أن عدتها أكبر خسارة لحقت بالشعب السوداني بسبب الحرب.
وتعرض المتحف القومي، الذي يطل على النيل الأزرق في الخرطوم، لنهب جميع محتوياته عدا قطعة أثرية واحدة، حيث كان الموقع خاضعاً لسيطرة قوات الدعم السريع منذ اندلاع النزاع قبل أن يسترده الجيش في مارس الماضي.
وطالب المتحدث باسم الحركة نزار يوسف، في بيان تلقته “سودان تربيون”، بـ “تكوين لجنة وطنية وقانونية لملاحقة الآثار والبحث عنها، بعد نهبها من المتحف القومي الذي كان يضم ثروة وطنية امتلكها الشعب منذ آلاف السنين”.
واعتبر الآثار بمثابة الوثيقة الأساسية التي تؤكد مساهمة السودان في الحضارة الإنسانية، حيث إن ضياعها “أكبر خسارة لحقت بشعبنا في الحرب”.
وأشار إلى أن هناك جهات عديدة تستفيد من شطب مساهمة السودانيين والأفارقة في الحضارة الإنسانية، كما كانت هناك حملة قديمة ضد المتحف القومي، مشددًا على أن استعادة الآثار التي لا تُقدر بثمن وتُشكل الهوية الوطنية يجب أن تتصدر الأولويات.
واستهدفت الدعم السريع متاحف القصر الرئاسي والقوات المسلحة وبيت الخليفة والإثنوغرافيا والتاريخ الطبيعي بجامعة الخرطوم، علاوة على متحف السلطان علي دينار في الفاشر بشمال دارفور.
وقالت وزارة الخارجية في مطلع أبريل الجاري إن الحكومة تخطط للتواصل مع الشرطة الدولية “الإنتربول” ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة “اليونسكو” لاستعادة آثار السودان التي هُرِّبت عبر اثنين من دول الجوار.
واجب الحماية
وقال نزار يوسف إن الحرب أثبتت أن طرفيها يستهدفان المدنيين الذين تعرضوا لأبشع الانتهاكات والقتل والاغتصاب والتشريد والتجويع وتفشي الأمراض الفتاكة، خاصة وسط النساء والأطفال.
وشدد على أن حجم الكارثة الإنسانية والضحايا يفوق مناهضة القوى المدنية الرافضة للحرب والانتهاكات، مما يستدعي مراجعة هذه القوى لأدواتها وتصعيد الاحتجاجات في العواصم الكبرى.
وجدد التيار الثوري، الذي يتزعمه ياسر عرمان، الدعوة إلى وضع خطة موحدة بين جميع القوى والمجموعات المناهضة للحرب، بهدف تصعيد العمل المدني في الداخل والخارج وكسر حالة الصمت الإقليمي والدولي تجاه ما يحدث في السودان.
وأضاف: “ما يدور في معسكر زمزم للنازحين وما تتعرض له معسكرات النازحين المدنيين في الفاشر وما يحدث في الخرطوم والأبيض وأم كدادة وفي ريف ومدن السودان يستدعي طرح قضية حماية المدنيين كقضية أولى في المنابر الوطنية والإقليمية والدولية”.
وسيطرت قوات الدعم السريع في 14 أبريل الجاري على مخيم زمزم بشمال دارفور، بعد ثلاثة أيام من الاشتباكات، مما أدى إلى مقتل 400 مدني بينهم نساء وأطفال وعمال إغاثة وفرار 400 ألف شخص من المخيم إلى الفاشر وطويلة ومناطق أخرى.
وظلت مدينة أم درمان في ولاية الخرطوم والأبيض في شمال دارفور تتعرضان لقصف مدفعي وبالطيران المسيّر من الدعم السريع الذي اجتاح أم كدادة بشمال دارفور، حيث لاحقته باغتيال مدنيين بينهم أطباء وتشريد معظم سكان المدينة.
وشدد المتحدث على أن “تجربة العامين الماضيين أبانت بجلاء أن هذه الحرب تستهدف المدنيين وأطرافها تفتقر للمسؤولية والضمير الحي ولا تتورع عن ارتكاب جرائم الحرب”.
وطالب المجتمع الإقليمي والدولي بتحمل مسؤوليته في تطبيق نصوص القانون الإنساني والدولي.
تنويه : الخبر تم جلبه من المصدر ونشره اليا في اخبار السودان كما هو رابط
المصدر من هنا