السودان الان السودان عاجل

تقرير أمريكي يكشف: لا أمل حول إنهاء الحرب في السودان قريباً

مصدر الخبر / راديو دبنقا

كشف تحليل حديث أعده مشروع بيانات مواقع وأحداث النزاعات المسلحة (ACLED) المتخصص في رصد النزاعات حول العالم، أن الوضع في السودان لا يزال مرشحًا للتصعيد، حيث لا توجد مؤشرات واضحة تدل على إمكانية التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في المستقبل القريب. كما أشار التحليل إلى خطر توسع النزاع ليشمل الدول المجاورة، وذلك بسبب التعقيدات الناتجة عن التحالفات الداخلية والانقسامات بين الجماعات المسلحة.

ووفقًا لهذا التحليل، فإن القوات المسلحة السودانية قد استعادت السيطرة على معظم ولاية الخرطوم، وتسعى للحصول على الدعم اللازم لإعادة الإعمار، مما قد يؤدي إلى انتقال الصراع نحو المناطق الغربية والجنوبية من البلاد. هذا التحول في الصراع قد يساهم في زيادة التوترات في المناطق المجاورة، مما يثير القلق بشأن استقرار المنطقة بشكل عام.

في سياق الأحداث الجارية في الخرطوم، تمكنت القوات المسلحة السودانية من دفع قوات الدعم السريع إلى الانسحاب نحو الغرب، باتجاه جنوب أم درمان، الذي يعد المعقل الأخير لها في منطقة العاصمة. هذه التطورات تشير إلى تغيرات استراتيجية في ساحة المعركة، حيث تربط الخرطوم بولايات شمال كردفان والنيل الأبيض، مما يعكس الديناميكيات المعقدة للنزاع المستمر في البلاد.

وفقًا للتحليل، بالرغم من أن قوات الدعم السريع لا تزال تحيط بمدينة الأبيض من الجهة الغربية، فإن القوات المسلحة السودانية قامت برفع الحصار جزئيًا عن المدينة وربطتها بالمنطقة الجنوبية الشرقية التي تحت سيطرة القوات المسلحة. هذا يُشير إلى أنه من المحتمل استخدامها لدعم هجمات القوات المسلحة المستقبلية في المنطقة الغربية. وللحد من هجمات القوات المسلحة السودانية في الغرب، بدأت قوات الدعم السريع في قصف عاصمة شمال كردفان في 7 مارس، كما قامت بتجميع قواتها لمهاجمة النهود التي تسيطر عليها القوات المسلحة السودانية في غرب كردفان.

يشير التحليل إلى أنه مع تقدم العملية الهجومية للقوات المسلحة السودانية غربًا نحو معقل قوات الدعم السريع في دارفور، تقوم قوات الدعم السريع بزيادة جهودها للسيطرة على الفاشر، عاصمة شمال دارفور وآخر عاصمة ولاية خارج سيطرة قوات الدعم السريع في المنطقة. يُظهر استيلاء قوات الدعم السريع على مدينة المالحة الاستراتيجية، التي تقع على الطريق الرابط بين شمال دارفور والولاية الشمالية التي تسيطر عليها القوات المسلحة السودانية، في 20 مارس، خطة المجموعة لتعطيل تعزيزات القوات المسلحة السودانية إلى الفاشر وإضعاف القوات المشتركة في دارفور.

خلال الهجوم الحالي، قامت القوات المسلحة السودانية بإيقاف محاولات قوات الدعم السريع لتعزيز سلطتها في دارفور، بحسب تحليل مشروع “أكلد”. استمرت القوات المسلحة السودانية في شن غارات جوية على الغرب، مستهدفة مواقع قوات الدعم السريع في جميع ولايات دارفور. في مارس، استهدفت القوات المسلحة السودانية مناطق في دارفور يُعتقد أن قوات الدعم السريع وحلفاءها كانوا يعقدون فيها اجتماعات. ومنذ 22 فبراير، سعت قوات الدعم السريع وحلفاؤها إلى تمهيد الطريق لتشكيل حكومة موازية في الأراضي التي تسيطر عليها، بهدف سلب الشرعية الدبلوماسية من الحكومة التي يقودها الجيش السوداني، والتي تتخذ من ولاية البحر الأحمر مقراً لها حالياً. ولإفشال هذه العملية، استهدفت القوات المسلحة السودانية مواقع متعددة. ففي نيالا، عاصمة جنوب دارفور، هاجمت القوات المسلحة السودانية مطار نيالا في 13 و14 مارس. وذكرت القوات المسلحة أنها قتلت عددًا غير محدد من عناصر الدعم السريع. وفي اليوم التالي، 15 مارس، استهدفت غارات جوية بواسطة طائرات مسيرة فندقًا في نيالا، مما أسفر عن إصابة 10 سياسيين متحالفين مع قوات الدعم السريع. كما استهدفت الغارات الجوية مقر حكومة شرق دارفور في الضعين شرق دارفور. وأفادت التقارير بأن مدينتي الضعين ونيالا استضافتا اجتماعات بين قوات الدعم السريع وحلفائها لمناقشة تشكيل حكومة موازية في المناطق التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع.

بالنسبة لكلا الجانبين المتقاتلين، تعتبر التحالفات مع الجماعات المسلحة المحلية والقوى الأجنبية مهمة جدًا لتحقيق التفوق في صراع دارفور حسب التحليل. تسهم تحالفات القوات المسلحة في دارفور بتعزيز قوات الجيش السوداني بين المجتمعات العربية وغير العربية، مما يعوق شبكة قوات الدعم السريع في المنطقة. من ناحية أخرى، تمنح قدرة قوات الدعم السريع على استقطاب مقاتلين من المناطق المجاورة مثل ليبيا وتشاد وجنوب السودان، بالإضافة إلى امتلاكها أسلحة متطورة مثل الطائرات بدون طيار، القدرة على جعل المعركة في دارفور وهزيمة قوات الدعم السريع في معقلها أكثر صعوبة بالنسبة للقوات المسلحة السودانية وحلفائها.

في الجنوب، عزز تحالف قوات الدعم السريع الأخير مع الحركة الشعبية لتحرير السودان-شمال بقيادة عبد العزيز الحلو مورداً حيوياً للغاية، مما سمح لقوات الدعم السريع بإعادة تنظيم نفسها في المناطق الخاضعة لسيطرة الحركة في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق. وقد أسهم هذا التحالف في تسهيل الوصول إلى الموارد المهربة عبر شبكات الحركة الشعبية لتحرير السودان-شمال على طول الحدود الجنوبية مع جنوب السودان. ولأول مرة منذ اندلاع الصراع، حدث هجوم بطائرة مسيرة على الدمازين، عاصمة ولاية النيل الأزرق، في 27 مارس، مما يدل على تحول هجمات قوات الدعم السريع نحو الجنوب بمساعدة تحالفها الجديد.

أوضح تقرير مشروع “أكلد” أن الجيش السوداني، لسد نقص المقاتلين، لجأ إلى تجنيد متطوعين، بالإضافة إلى استقطاب منشقين من قوات الدعم السريع، والتعاون مع تحالف “قوات دارفور المشتركة” الذي يضم فصائل متمردة سابقة. كما اعتمد الجيش السوداني على بعض الميليشيات الإسلامية، مثل “لواء البراء بن مالك”، لتعزيز عملياته الأرضية.

على الجانب الآخر، تسببت الانقسامات داخل صفوف قوات الدعم السريع في ‏اضعاف ‏قدرتها، خاصة بعد انشقاق قائد “قوات درع السودان” أبو عاقلة كيكل وانضمامه إلى الجيش السوداني، مما أدى إلى انهيار خطوط الدفاع الخاصة بقوات الدعم السريع في ولاية الجزيرة، وفقًا لما أشار إليه مشروع ACLED.

أكد التقرير أن استخدام قوات الدعم السريع لميليشيات قبلية غير منظمة تسبب في نشوب نزاعات داخلية وزيادة الانتهاكات بحق المدنيين، مما أضعف قدرتها على إدارة المناطق التي كانت قد سيطرت عليها سابقاً. كما أنها لم تنجح في الحفاظ على تحالفاتها الإقليمية والمحلية، مما سهل على الجيش السوداني تحقيق انتصارات عسكرية متتالية، وذلك وفقاً لتحليل مشروع ACLED.

من المهم الإشارة إلى أن مشروع بيانات مواقع وأحداث النزاعات المسلحة (ACLED) يُعتبر من أبرز المصادر المستقلة لرصد وتحليل النزاعات المسلحة في جميع أنحاء العالم. يعتمد في تقاريره على مصادر ميدانية موثوقة، وقد بدأ في متابعة تفاصيل الحرب في السودان منذ اندلاعها في أبريل 2023.

عن مصدر الخبر

راديو دبنقا

أضف تعليقـك